سورة المائدة - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (المائدة)


        


قوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ} يعني القرآن.
{مُصَدِّقَاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ} يعني لما قبله من الكتاب وفيه وجهان:
أحدهما: مصدقاً بها، وهو قول مقاتل.
والثاني: موافقاً لها، وهو قول الكلبي.
{وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: يعني أميناً، وهو قول ابن عباس.
والثاني: يعني شاهداً عليه، وهو قول قتادة، والسدي.
والثالث: حفيظاً عليه.
{فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمآ أَنزَلَ اللَّهُ} هذا يدل على وجوب الحكم بين أهل الكتاب إذا تحاكموا إلينا، وألا نحكم بينهم بتوراتهم ولا بإنجيلهم.
{وَلاَ تَتَّبعْ أَهْوَآءَهُمْ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ} فيهم قولان:
أحدهما: أنهم أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
والثاني: أمم جميع الأنبياء.
{شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً} أما الشرعة فهي الشريعة وهي الطريقة الظاهرة، وكل ما شرعت فيه من شيء فهو شريعة ومن قيل لشريعة الماء شريعة لأنها أظهر طرقه إليه، ومنه قولهم: أُشْرِعَتِ الأسنة إذا ظهرت.
وأما المنهاج فهو الطريق الواضح، يقال طريق نهج ومنهج، قال الزاجر:
مَن يَكُ ذَا شَكٍّ فهذَا فَلْجُ *** مَاءٌ رُوَاءٌ وطريقٌ نَهْجُ
فيكون معنى قوله شرعة ومنهاجاً أي سبيلاً وسنة، وهذا قول ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وقتادة.
{وَلَوْ شَآءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدةً} فيه قولان:
أحدهما: لجعلكم على ملة واحدة.
الثاني: لجمعكم على الحق، وهذا قول الحسن.


قوله تعالى: {يَأَيُّهَا الَّذينَ ءَامُنُوا لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيآءَ} اختلف أهل التفسير فيمن نزلت فيه هذه الآية على ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنها نزلت في عُبادة بن الصامت، وعبد بن أبي ابن سلول، حين تبرأ عُبادة من حِلْف اليهود وقال: أتولى الله ورسوله حين ظهرت عداوتهم لله ولرسوله. وقال عبد الله بن أبي: لا أتبرأ من حلفهم وأخف الدوائر، وهذا قول الزهري.
والثاني: أنها نزلت فى أبي بلابة بن عبد المنذر حين بَعَثَه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني قريظة لما نقضوا العهد أطاعوا بالنزول على حكم سعد أشار إلى حلقه إليهم أنه الذبح، وهذا قول عكرمة.
والثالث، أنها نزلت فى رجلين من الأنصار خافا من وقعة أحد فقال أحدهما لصاحبه: أَلْحَقُ باليهود وأتهود معهم، وقال الآخر: ألحق بالنصارى فأتنصر معهم ليكون ذلك لهما أماناً من إدالة الكفار على المسلمين، وهذا قول السدي.
{وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مِّنْكُمْ فِإِنَّهُ مِنْهُم} يحتمل وجهين:
أحدهما: موالاتهم في العهد فإنه منهم في مخالفة الأمر.
والثاني: موالاتهم في الدين فإنه منهم في حكم الكفر، وهذا قول ابن عباس.
قوله تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} فيه تأويلان:
أحدهما: أن المرض الشك وهو قول مقاتل.
والثاني: النفاق، وهو قول الكلبي.
وفيهم قولان:
أحدهما: المعنيّ به عبادة بن الصامت وعبد الله بن أبي سلول، وهذا قول عطية بن سعد.
والثاني: أنهم قوم من المنافقين.
{يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ} والدائرة ترجع عمن انتقلت إليه إلى من كانت له، سميت بذلك لأنها تدور إليه بعد زوالها عنه، ومنه قول الشاعر:
يَرُدُّ عَنَّا القَدَرَ الْمَقْدُورَا *** وَدَائرَاتِ الدَّهْرِ أَنْ تَدُورَا
{فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: يريد فتح مكة، قاله السدي.
والثاني: فتح بلاد المشركين على المسلمين.
والثالث: أن القضاء الفصل، ومنه قوله تعالى: {افْتَحْ بَينَنَا وَبَينَ قَومِنَا بِالْحَقِّ} [الأعراف: 89]، قاله قتادة.
{أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِنْدِهِ} فيه أربعة أقاويل:
أحدها: هو دون الفتح الأعظم.
الثاني: أنه موت من تقدم ذكره من المنافقين.
الثالث والرابع: أنه الجزية، قاله السدي.


قوله تعالى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِه فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} فيهم ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنهم أبو بكر وأصحابه رضي الله عنهم الذين قاتلوا معه أهل الردة، قاله: علي، والحسن، وابن جريج، والضحاك.
والثاني: أنهم قوم أبي موسى الأشعري من أهل اليمن لأنه كان لهم في نصرة الإِسلام أثر حسن، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم حين نزلت هذه الآية إليه أَوْمَأَ إلى أبي موسى الأشعري بشيء كان فى يده وقال: «هُمْ قَوْمُ هَذَا» قاله: مجاهد وشريح.
{أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} يعني أهل رقة عليهم.
{أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} يعني أهل غلظة عليهم، يحكى ذلك عن علي، وابن عباس.
وهي في قراءة عبد الله بن مسعود: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ غُلُظٍ عَلَى الْكَافِرِينَ}.
قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا} الآية، وفي هذه الآية قولان:
أحدهما: أنها نزلت في عبد الله بن سلام ومن أسلم معه من أصحابه حين شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أظهره اليهود من عداوتهم لهم، قاله الكلبي.
والثاني: أنها نزلت فى عُبادة بن الصامت حين تبرأ من حلف اليهود وقال: أتولى الله ورسوله.
وفي قوله تعالى: {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} قولان:
أحدهما: أنه علي، تصدق وهو راكع، قاله مجاهد.
والثاني: أنها عامة في جميع المؤمنين، قاله الحسن، والسدي.
وفي قوله: {وَهُمْ رَاكِعُونَ} ثلاثة أوجه:
أحدها: أنهم فعلوا ذلك في ركوعهم.
والثاني: أنها نزلت فيهم وهم في ركوعهم.
والثالث: أنه أراد بالركوع التنفل، وبإقامة الصلاة الفرض من قولهم فلان يركع إذا انتفل بالصلاة.

2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9